وثيقة سرية تكشف مؤامرة الحسن الثاني والقذافي ضد الجزائر
وثيقة سرية تكشف مؤامرة الحسن الثاني والقذافي ضد الجزائر
في عام 1986 ، أصدرت وكالة المخابرات المركزية تقريرًا من 64 صفحة ، رصد الوضع الجيوسياسي السائد في ذلك الوقت في دول شمال إفريقيا ، وخاصة المغرب العربي. ذكر التقرير السري ، أن فرنسا أشرفت على مخطط لعزل الجزائر وضرب استقرارها ، من خلال ترتيب مشروع الوحدة بين المغرب خلال الفترة الماضية. عهد الملك الحسن الثاني وليبيا بقيادة معمر القذافي في صيف 84.
وذكر التقرير في صفحته 55 ، أنه في ذلك العام ، نقلت الجزائر عددًا كبيرًا من قواتها العسكرية ، من الحدود الغربية مع المغرب إلى الشرق ، وتحديداً على الحدود مع ليبيا ، بعد أن استشعرت وجود تهديد خطير لها. أمنها من نظام القذافي ، مضيفًا أن القرار جاء عقب إعلان الوحدة بين ليبيا والمغرب ، الذي أعقب جهود فرنسا للجمع بين العاهل المغربي الملك الحسن الثاني ومعمر القذافي.
ويضيف التقرير أن النظام الشاذلي بن جديد أعاد في ذلك الوقت مراجعة حساباته فيما يتعلق بالوضع الإقليمي للجزائر ، خاصة بعد أن تبين أن التهديد الذي يشكله نظام القذافي لأمن الجزائر هو بنفس الدرجة أو أكثر من التي طرحها النظام المغربي ، موضحا أن الجزائر شرعت في تخفيف حدة الخلافات مع مصر وتجاوزها وإجراء التنسيق العسكري مع تونس لتصحيح الوضع ، لا سيما فيما يتعلق بكبح نفوذ نظام القذافي في دول المغرب العربي والساحل ، خاصة بعد إعلان الوحدة بين المغرب وليبيا.
وذكر التقرير أن علاقة الجزائر بالمغرب ساءت بعد 84 أغسطس ، عندما أُعلن عن الوحدة بين نظامي القذافي والحسن الثاني ، حيث خلصت القيادة السياسية في الجزائر إلى أن الوحدة بين المغرب وليبيا تهدف إلى محاصرة الجزائر وفرض نوع من التهديد. لأمنها القومي ، وهو ما ردت عليه الجزائر ، بتفعيل عملها الدبلوماسي مع كل من تونس ومصر في منطقة الساحل لمحاصرة عمل الدبلوماسية المغربية وتجاوز "المؤامرة" الليبية برعاية القذافي.
كما رصد التقرير السري، أن علاقة الجزائر بفرنسا شهدت تدهورا في عام 85، على خلفية توصل الجزائر إلى معطيات تفيد بتورط باريس في التقارب المفاجئ الذي حصل بين القذافي والحسن الثاني، قبل أن يقول خبراء المخابرات الأمريكية في تقريرهم أن الدور الفرنسي في إعلان الوحدة بين المغرب وليبيا كان بهدف إيجاد موطئ قدم من جديد في المنطقة ولخدمة المصالح الفرنسية، في الجزائر بالخصوص. وأماط التقرير اللثام، لأول مرة، عن وجود علاقات متينة بين نظام القذافي وباريس، على مدار سنوات الثمانينات، بعكس ما هو شائع، حيث أبرزت الوثيقة الدور الفرنسي في إقناع ليبيا بالتقارب مع مملكة الحسن الثاني التي كان القذافي حتى وقت قريب يرى أنها تمثل مركز تواجد الامبريالية الغربية في المنطقة العربية.
كما كشف التقرير في ختامه أن كل ما يفقس من خلال الاتحاد "الوهمي" بين المغرب وليبيا بتخطيط فرنسي كان يهدف إلى ضرب الجزائر وفرض حصار سياسي عليها ، من أجل تنفيذ أجندة فرنسية في منطقة.