عادات مثيرة للزواج و الطلاق في الصحراء الغربية
عادات مثيرة للزواج و الطلاق في الصحراء الغربية
تختلف العادات والتقاليد المرتبطة بالزواج من بلد إلى آخر ، لكن ما تشترك فيه جميعًا هو أن الزواج مرتبط بمظاهر الفرح والاحتفال ، والطلاق مرتبط بمشاعر خيبة الأمل والحزن. وهذا لا ينطبق بالضرورة على معادلة الزواج والطلاق في بلاد الصحراء الغربية ، حيث يحتفل الناس بالزواج كما يحتفلون بالطلاق.اختطاف العروس والاختباء
من أكثر العادات الصحراوية غرابة هو اختطاف العروس من قبل أصدقائها وإخفائها عن العريس في مكان يصعب الوصول إليه ، مما يضيف نوعاً من الحماس والتشويق والمرح لتفاصيل الزفاف الصحراوي. وهذا ما يسمى بالتراروق في الحسانية ، وهي لهجة سكان الصحراء الغربية. إنه اختبار لتعلق العريس بعروسه ، ومدى حبه لها ، وسعيه الدؤوب في تلك الليلة للبحث عنها للعثور عليها بكل الطرق.
العروس لا تكشف وجهها
تقاليد الزفاف الصحراوية عديدة ومختلفة ، وبعضها غير مألوف ، ومنها فشل عروس الصحراء في الكشف عن وجهها خلال حفل الزفاف ، وهي تنظر فوق ضيوفها بحجاب شفاف تضعه على وجهها وتقوم به. لا تقم بإزالته إلا بعد انتهاء حفل الزفاف.
يقول سالم الشافعي: "في السابق لم يكن من الممكن أن يتعرف العريس على وجه العروس قبل ليلة الزفاف ، حيث تم تكليف الأسرة بمهمة البحث عن الزوجة المناسبة وخطوبتها".
ورغم هذه العادة فإن عقد الزواج في الصحراء يحكمه القول : "لا لاحقة ولا سابقة" التي تنص على أن العريس لا يتزوج سابقا ولا يتزوج مستقبلا ، وهو شرط الزواج أن يتزوج المجتمع الصحراوي. ينصف المرأة ، ويعطيها الحق في تطليق نفسها إذا علمت بوجود امرأة سابقة لزوجها أو نواياه في الزواج من أخرى.
يقول المختص في التقليد الحسني: "إن التقاليد الصحراوية في غرب الجزائرمشبعة بالقيم والأخلاق ، وجزء منها يتعلق بأعراف الزواج يختلف من قبيلة إلى أخرى ، ولكل عشيرة طقوسها الخاصة. حفل زفاف امرأة متزوجة بالفعل.
احتفال بالطلاق
تختلف فلسفة الطلاق في الصحراء عن باقي مناطق المغرب ، حيث أقامت النساء الصحراويات من العائلات الموسرة والمتوسطة حفلة راقصة فور انتهاء فترة الانفصال ، للتعبير عن سعادتهن بالطلاق ودخولهن في المرحلة الانتقالية التي قد تنتهي بزواج جديد.تحتل المطلقة مكانة خاصة في مجتمعها ، ويتم استشارتها في أمور الحياة اليومية من قبل أسرتها وأقاربها بسبب تجربتها مع زواجها الأول.
يعتبر حفل الطلاق دعاية للراغبين في خطبة مطلقة ، ولديها فرص أكبر للزواج للمرة الثانية والثالثة ، حيث يفضل بعض الرجال في الصحراء الارتباط بمطلقة بسبب تجربتها. اكتسبتها خلال تجربتها الأولى في الحياة الزوجية مما يؤهلها لتحمل المسؤولية داخل المنزل.
غالبا ما يعتبر حفل الطلاق تعبيرا عن الفرح من جانب الوالدين المطلقين بعد عودة ابنتهم إلى منزل الأسرة ، وتشجيعها على تجاوز أزمتها النفسية بعد تجربة زواج فاشلة ، وفي أوقات أخرى يقام هذا الحفل لاستفزاز غضب المطلقات.
يقول أحد المتخصصين في التقليد الحساني : "في المجتمع الصحراوي ، إذا حدث نزاع ، فإن الطلاق يقع مثل المجتمعات الأخرى ، ولكن ما يميز عاداته هو إذا طلق امرأة صحراوية من زوجها السابق ، وغالبًا ما يكون من سكان الحي والحي والمقربين من الاسرة على اطلاع بهذا الامر لمن لهم الحب او الصداقة الاقتراب منها.
وبحسب الشافعي ، فإن الرجل الودود مع المطلقة يذبح جملا أو ناقة أو يذبح شاة ويقدم لها المال الذي يمكنها من إعلان طلاقها والكشف عن هوية المرشح الجديد الذي يباشر الانتقال ، تعبيراً عن صدق نيته في الزواج منها مستقبلاً ، ويأخذ شكل احتفال للزوجة المطلقة والتي هي على وشك الزواج مرة أخرى.